الماء الأزرق في العين: توضيحات من دكتور مطلق الشيباني
الماء الأزرق أو كما يعرف علميًا بـ”الجلوكوما”، هو حالة مرضية تصيب العين وتؤثر على العصب البصري، الذي ينقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ. يُعتبر دكتور مطلق الشيباني واحدًا من أبرز الاستشاريين المتخصصين في طب العيون في المملكة العربية السعودية، وله شهرة واسعة في تشخيص وعلاج حالات الجلوكوما. في هذا المقال، سنتناول تعمقًا في تعريف الماء الأزرق، أسباب حدوثه، أعراضه، أنواعه، العلاجات المتاحة وفقًا لدكتور مطلق الشيباني، وطرق الوقاية من الإصابة بهذا المرض الذي يُعد من أهم أسباب فقدان البصر.
ما هو الماء الأزرق (الجلوكوما)؟
الجلوكوما هو مرض يصيب العصب البصري، وغالبًا ما يكون نتيجة زيادة الضغط داخل العين. هذا الضغط المرتفع قد يؤدي إلى تلف العصب البصري تدريجيًا، مما يؤثر على الرؤية مع مرور الوقت. في حال لم يتم اكتشاف الجلوكوما مبكرًا، يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر، حيث أنه يسبب تلفًا دائمًا للعصب البصري.
أسباب حدوث الماء الأزرق
يتعلق السبب الرئيسي للماء الأزرق بارتفاع ضغط العين، ولكن هناك أيضًا عوامل أخرى قد تسهم في تطور الجلوكوما. وفقًا لدكتور مطلق الشيباني، يمكن تصنيف الأسباب على النحو التالي:
- ارتفاع ضغط العين الداخلي: في الحالات الطبيعية، يتم إفراز سائل داخل العين (الخلط المائي) بشكل دوري، ويتم تصريفه بنفس القدر. ولكن عندما يتعطل نظام التصريف، يتجمع السائل ويزيد الضغط داخل العين، مما يضغط على العصب البصري ويتسبب في تلفه.
- العوامل الوراثية: الجلوكوما قد تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض. إذا كان لديك أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالجلوكوما، فإن احتمالية الإصابة ترتفع بشكل ملحوظ.
- التقدم في العمر: كلما تقدم الشخص في العمر، زادت احتمالية تعرضه للجلوكوما. يعتبر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أكثر عرضة للإصابة.
- مشكلات طبية أخرى: الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب قد تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما. كما أن الإصابة بأمراض العين الأخرى مثل التهاب القزحية أو انفصال الشبكية يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة.
- الإصابات في العين: التعرض لضربات أو إصابات مباشرة في العين قد يؤدي إلى تطور الجلوكوما.
أعراض الجلوكوما
يوضح دكتور مطلق الشيباني أن الجلوكوما تُعرف بـ “المرض الصامت” لأن المرضى في معظم الأحيان لا يلاحظون أعراضًا حتى يتقدم المرض ويؤثر على الرؤية. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة، ويجب الانتباه إليها:
- فقدان تدريجي للرؤية الجانبية: يُعتبر فقدان الرؤية الجانبية (المحيطية) من أولى علامات الجلوكوما. قد يلاحظ المريض أن مجال رؤيته يضيق ببطء دون ألم.
- رؤية هالات حول الأضواء: في الحالات المتقدمة، قد يرى المرضى هالات أو دوائر ضوئية حول مصادر الضوء.
- احمرار العين وألم: في حالات الجلوكوما الحادة أو المفاجئة (جلوكوما الزاوية المغلقة)، قد يشعر المريض بألم حاد في العين وصداع، مع رؤية ضبابية أو فقدان مفاجئ للبصر.
- غثيان وقيء: هذا العرض غير شائع ولكنه قد يحدث في حالات الجلوكوما الحادة عندما يرتفع ضغط العين بشكل كبير ومفاجئ.
أنواع الجلوكوما
يشرح دكتور مطلق الشيباني أن الجلوكوما تأتي بأنواع مختلفة، ولكل نوع خصائصه وأعراضه. من الأنواع الشائعة:
- جلوكوما الزاوية المفتوحة: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من الجلوكوما، ويحدث ببطء على مدى سنوات دون أعراض واضحة في البداية. يحدث عندما تتضرر قنوات التصريف في العين بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين.
- جلوكوما الزاوية المغلقة: يحدث هذا النوع من الجلوكوما عندما تُغلق زاوية تصريف السائل فجأة، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وحاد في ضغط العين. هذا النوع يتطلب علاجًا فوريًا لأنه يمكن أن يسبب تلفًا سريعًا للعصب البصري.
- الجلوكوما الخلقية: هذا النوع نادر ويصيب الأطفال حديثي الولادة نتيجة عيوب خلقية في العين. قد يُلاحظ على الطفل عيون كبيرة الحجم أو حساسية شديدة تجاه الضوء.
- الجلوكوما الثانوية: قد تنشأ نتيجة عوامل أخرى مثل الالتهابات المزمنة، الإصابات، أو استخدام بعض الأدوية مثل الستيرويدات لفترات طويلة.
تشخيص الجلوكوما
وفقًا لدكتور مطلق الشيباني، يعتمد تشخيص الجلوكوما على عدة اختبارات يتم إجراؤها خلال الفحص الطبي الشامل للعين. تشمل هذه الاختبارات:
- قياس ضغط العين (تونومتري): هو اختبار رئيسي يستخدم لقياس ضغط العين. الضغط الطبيعي يتراوح بين 10 و21 مم زئبق، وإذا ارتفع فوق هذا المعدل، فإنه قد يشير إلى وجود مشكلة.
- فحص العصب البصري: يتم استخدام جهاز يُعرف بـ الأوبتالموسكوب لفحص العصب البصري بحثًا عن أي علامات تدل على تلف.
- اختبار المجال البصري: يساعد في تقييم مدى تأثر الرؤية الجانبية للمريض، وهو أحد الأعراض الأولى للجلوكوما.
- اختبار سماكة القرنية: يُعرف أيضًا بـ بنتاكام، ويقيس سماكة القرنية، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت العين تعاني من ارتفاع في الضغط.
الوقاية من الجلوكوما
يشدد دكتور مطلق الشيباني على أهمية الفحص الدوري للعين، خاصة للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر عالية مثل كبار السن أو الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض. تشمل النصائح الوقائية:
- إجراء فحص دوري للعين: يوصى بإجراء فحص للعين كل سنتين للأشخاص فوق سن الأربعين، وكل عام للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر أخرى.
- اتباع نمط حياة صحي: التغذية الجيدة وممارسة الرياضة بانتظام قد تساهم في الحفاظ على صحة العين. كما يُنصح بتجنب التدخين والابتعاد عن تناول الكميات الكبيرة من الكافيين.
- التعامل مع الأمراض المزمنة: السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالجلوكوما.
الخلاصة
الماء الأزرق أو الجلوكوما هو مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب. يوضح دكتور مطلق الشيباني أن الكشف المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يحد من تلف العصب البصري ويحافظ على الرؤية. الفحص الدوري للعين واتباع نمط حياة صحي هما المفتاح للوقاية من هذا المرض والحفاظ على صحة العين.